الجمعة، 16 مايو 2014

لماذا نحفظ القرءان ؟



     الحمد لله ذي الفضل والإحسان، أنزل كتابه و حفظه من الزيادة والنقصان، ويسّر حفظه حتى استظهره صغار الولدان، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أكمل الخلق وسيد المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله و أصحابه، و أتباعه و من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين ..                                                                                                                  
     لقد من الله علينا بنعمة القرآن كتاب الله تبارك وتعالى و هو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذِى لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضِى عجائبه  معين الصادقين ، وقوت المتقين ، فنسأل الله أن يجعلنا من أهله الذين هم أهل الله وخاصته .
هل سألنا أنفسنا يوما لماذا نحفظ القرآن ؟ ونُحفِّظه لأولادنا ؟ لماذا الحرص الشديد ؟ لماذا كل هذه الجهود في حفظه ؟ ربما يجيب أحدنا قائلا: إني صحبت قوماً يحفظون فحفظت معهم ؟ أو أني درست في مدرسة تحفيظ القرآن؟ أويقول والدي ألزمني بذلك. ولو أخلصنا النية  لله وحده لقلنا :

1-  التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} [ الأحزاب 21 ] ، فحفظ القرآن سنة متبعة ، كان عليه الصلاة والسلام يحفظه، ويديم تلاوته ويعرضه على جبريل عليه السلام في كل عام مرة، وفي السنة التي توفي فيها عرضه عليه مرتين، وكان عليه الصلاة والسلام يُقْرِئُهُ أصحابه رضي الله عنهم ويسمعه منهم.

2- التأسي بالصحابة والسلف: لو نظرنا إلى سِيَرِالصحابة وعلمائنا السابقين واللاحقين نجد أنهم أول ما يهتمون بحفظ القرآن الكريم فيحفظونه منذ نعومة أظفارهم قبل البلوغ بل كانوا يتنافسون في استظهاره وحفظه، ويتسابقون إلى مدارسته وتفهمه، ويتفاضلون فيما بينهم على مقدار مايحفظون منه. ذلك لأنه أساس العلوم وقوامها ومنه تستمد الأحكام والأدلة ، ثم بعد ذلك يتدرجون في سلم العلوم الشرعية .

      يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " وأما طلب حفظ القرآن فهو مقدم على كثير مما تسميه الناس علماً، وهو إما باطل أو قليل النفع، وهو أيضا مقدم في حق من يريد أن يتعلم علم الدين من الأصول والفروع، فإن المشروع في حق مثل هذا في هذه الأوقات أن يُبدَأ بحفظ القرآن فإنه أصل علوم الدين".

        وقال ابن عبد البر: " طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل، ومن تعداه مجتهداً زل، فأول العلم حفظ كتاب الله عز وجل وتفهمه..." . [جامع بيان العلم وفضله 2/ 166].


3- حفظ القرآن من خصائص هذه الأمة: فقد شرَّف الله أمة الإسلام بخصيصة لم تكن لأحد من أهل الْمِلل قبلهم ، وهي أنَّهم يقرؤون كتاب ربِهم عن ظهر قلبٍ. كما جاء في صفة هذه الأمة عن وهب بن منبه " أمة أناجيلهم في صدورهم "  [ رواه البيهقي في دلائل النبوة ]. بخلاف أهل الكتاب، فقد كانوا يقرؤون كتبَهم نظرًا، لا عن ظهر قلب ووصف الله تبارك وتعالى هذا القرآن بقوله { بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم } [ العنكبوت 49 ].

...... وأمته الحمادون، يأتزرون على أنصافهم، ويوضئون أطرافهم، أناجيلهم في صدورهم، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال، قربانهم الذي يتقربون به إلى ربهم دماؤهم ...[ الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4999 خلاصة حكم المحدث: حسن ] .
   
     وقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث القدسي-:" إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرأه نائماً ويقظان " 3 .
قال النووي: «فمعناه: محفوظ في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل يبقى على مر الزمان"( وقد تكفَّل الله بحفظ هذا الكتاب، كما قال: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [   الراوي: عياض بن حمار المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2637 خلاصة حكم المحدث: صحيح ].

     يقول ابن الجزري: "إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، وهذه أشرف خصيصة من الله تعالى لهذه الأمة". ولا يزال حفظ القرآن شعاراً لهذه الأمة وشوكة في حلوق أعدائها ".

      تقول المستشرقة لورا فاغليري: "إننا اليوم نجد على الرغم من انحسار موجة الإيمان آلافاً من الناس القادرين على ترديده عن ظهر قلب، وفي مصر وحدها عدد من الحفاظ أكثر من عدد القادرين على تلاوة الأناجيل عن ظهر قلب في أوربا كلها". ويقول أحد المستشرقين جيمس منشيز: لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً.
 
  4- لأن حفظ القرآن الكريم والإشتغال به من أفضل العبادات  والطاعات ومن أجلِّ القرباتِ وبه تُنال رحمة رب الأرض والسموات.

  5- القرآن سهل الحفظ لسهولة ألفاظه وسلاسة أسلوبه وحفظه ميسر للناس كلهم، ولا علاقة له بالذكاء أو العمر، فقد حفظه الكثيرون على كبر سنهم. بل حفظه الأعاجم الذين لا يتكلمون العربية، فضلاً عن الأطفال وهذا من إعجاز القرآن الكريم .قال القرطبي في قوله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه فيعان عليه؟! [ الجامع لأحكام القرآن 17/ 134]. وقال الماوردي: "الوجه السادس عشر من إعجازه: تيسيره على جميع الألسنة، حتى حفظه الأعجمي الأبكم، ودار به لسان القبطي الألكن، ولا يحفظ غيره من الكتب كحفظه، ولا تجري به ألسنة البكم كجريها به، وما ذلك إلا بخصائص إلهية، فضله بها على سائر كتبه". [أعلام النبوة للماوردي 69. نقلاً عن خصائص القرآن للرومي، ص 162- 163].
فهذا مما يقوي العزيمة ويعلي الهمة في طلب حفظ كتاب الله تعالى. ولهذا يدعو الله عباده إلى الإقبال عليه والتذكر بقوله : (( فهل من مدّكر )).

6- حفظ القرآن مشروع لا يعرف الفشل ... كيف؟! حين يبدأ المسلم بحفظ القرآن الكريم بعزيمة قوية ثم يدب إليه الكسل والخمول وتنتهي عزيمته ويضعف نشاطه فينقطع عن مواصلة الحفظ، فإن القدر الذي حفظه منه لا يضيع سدى، والوقت الذي بذله في التلاوة والحفظ والمراجعة وقت قضاه في طاعة الله تبارك وتعالى، بل إنه لو لم يحفظ شيئاً فإنه لن يحرم أجر التلاوة، فكل حرف بعشر حسنات . (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها )).

7- حملة القرآن هم أهل الله وخاصته كما في الحديث (( إن لله أهلين من الناس قالوا : من هم يا رسول الله ؟ قال أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ))  الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1432 خلاصة حكم المحدث: صحيح. وكفى بهذا شرفاً.

قال ابن الجزري:
و أنـــهم
 في النــاس أهــل الله   ........  وأن ربنــا بــهــم يُبــاهي
وقال عنهم في القرآن وكـفـى    ........    بأنه أورثه من اصطفى


8- حافظ القرآن الكريم يستحق التكريم والإجلال: فعن أبي موسى: (( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط )) .  [ رواه أبو داود ] فحق لمن حاز كلام الله تعالى في صدره أن يكرم ويجل.

9- حافظ القرآن أولى الناس بالإمامة في الصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام (( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله )) [ رواه مسلم ].

10- الغبطة الحقيقية تكون في القرآن وحفظه، ففي الحديث (( لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل..)) [ رواه البخاري ] . 

      وفي رواية عنِ ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : (( لا حَسَدَ إلاُّ في اثنَتَيْن : رجُلٌ آتَاهُ اللَّه القُرآنَ ، فهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرجُلٌ آتَاهُ اللَّه مالا ، فهُو يُنْفِقهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهارِ )) [ متفق عليه ]  والآناءُ: السَّاعاتُ . والحسد هنا بمعنى : الغبطة ، أى : نتمنى أن يكون لنا مثله دون أن نتمنى زوالها منه .اللهم اجعلنا مثل هذا الرجل الذى آتاه الله القرآن ..إنه يقرأه آناء الليل و آناء النهار.

  
11- حفظ القرآن وتعلمه خير من متاع الدنيا، ففي الحديث يخاطب أهل الصُفّة [  الصفة: مكان في مؤخرة المسجد النبوي الشريف، في الركن الشمالي الشرقي منه، غربي ما يعرف اليوم بـ"دكة الأغوات".أمر به -- فظُلل بجريد النخل، وأُطلق عليه اسم "الصفة" أو "الظلة" وقد أُعدت الصفة لنـزول الغرباء العزاب من المهاجرين والوافدين الذين لا مأوى لهم ولا أهل فكان يقل عددهم حيناً، ويكثر أحياناً، وكان النبي –- كثيراً ما يجالسهم، ويأنس بهم، ويناديهم إلى طعامه، ويشركهم في شرابه؛ فكانوا معدودين في عياله. وكان الصحابة -م- يأخذ الواحد منهم الاثنين والثلاثة من أهل الصفة فيطعمهم في بيته، كما كانوا يأتون بأقناء الرطب ويعلقونها في السقف لأهل الصفة حتى يأكلوا منها، فذهب المنافقون ليفعلوا مثل فعلهم رياء فصاروا يأتون بأقناء الحشف والرطب الرديء، فأنزل الله تعالى فيهم قوله: "وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ.." (البقرة: آية: 267)، وفيهم نزل قوله تعالى: " لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ" (البقرة: آية 273 ) ] قائلاً: ((أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق [ العقيق هو واد من أودية المدينة مسيل للماء ، وهو الذي ورد ذكره في الحديث أنه واد مبارك . وفي حديث آخر إن العقيق ميقات أهل العراق وهو موضع قريب من ذات عرق ، قبلها بمرحلة أو مرحلتين . وفي بلاد العرب مواضع كثيرة تسمى العقيق . وكل موضع شققته من الأرض فهو عقيق ، والجمع : أعقة وعقائق ] ، فيأتي منه بناقتين كوماوين معنى بناقتين كوماوين: بناقتين = مثنى لمفرد ناقة يعني وهي انثى الجمل . كوماوين = تثنية كوماء قلبت الهمزة واوا ، وأصل الكوم العلو أي فيحصل ناقتين عظيمتي السنام وهي من خيار مال العرب. ] في غير إثم ولا قطع رحم)) فقالوا: يا رسول الله نحب ذلك. قال: (( أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن من الإبل )) [ رواه مسلم ]. ولنتذكر أن الإبل في ذلك الزمان أنفس المال وأغلاه. فحين يفرح الناس بالدرهم والدينار ويحوزونها إلى رحالهم، فإن حافظ القرآن وقارئه يظفر بخير من ذلك وأبقى.


12- حفظ القرآن الكريم رفعة في الدنيا والآخرة، ففي الحديث (( عن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين )) [ رواه مسلم ].

13- علو المنزلة في الجنة فحافظ القرآن يعلو غيره وتعلو منزلته، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص (( يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها )) [ رواه الترمذي ].


14- الفوز برضا الله تبارك وتعالى وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (( يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله, فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زده, فيلبس حلة الكرامة, ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول: اقرأ وارق ويزاد بكل آية حسنة )) [ رواه الترمذي و الحاكم و صححه الألباني ]

     قال ابن حجر الهيثمي:" الخبر خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب، لا بمن يقرأ بالمصحف لأن مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها، ولا يتفاوتون قلة وكثرة. وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم" . بشرط أن يكون الحفظ لوجه الله تعالى وليس للدنيا والدرهم والدينار وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم ((  أكثر منافقي أمتي قراؤها )). [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص و عقبة بن عامر و ابن عباس و عصمة بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 750 خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره ]

15- تكريم حامل القرآن لم يقف عند هذه الدار بل تجاوزها إلى الدار الباقية، فيقدم في قبره، فعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: "أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟". فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد. وقال: "أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة" وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا ولم يصل عليهم. [رواه البخاري 1343].

قال الشاطبي رحمه الله :
وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ..... من القبر يلقاه سناً متهللاً
هناك يهنيه مقيلاً وروضة     ..... ومن أجله في روضة العز يجتلا
يناشد في إرضائه لحـبيبه
      ..... وأجدر به سؤلاً إليه موصلاً


16- في يوم القيامة يشفع القرآن لأهله وحملته، وشفاعته مقبولة عند الله تعالى، ففي الحديث  (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه )). و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي: "تبارك الذي بيده الملك" )) [ رواه أحمد و ابن ماجه و غيرهما و حسنه الألباني ].

 وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال : سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا » [ رواه مسلم ].
فهنيئاً لمن يشفع له هذا الكتاب العظيم في ذلك اليوم العصيب.

17- حفظ القرآن سبب للنجاة من النار، ففي الحديث (( لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق )) [ رواه أحمد و غيره ]. والمعنى من علمه الله القرآن لم تحرقه نار الآخرة ، فجعل جسم حافظ القرآن كالإهاب له أي أن  . المراد بالإهاب قارئه الذي وعاه ويحتمل الورق الذي يكتب فيه لو ألقى في النار لانتزع الله تعالى منه القرآن تنزيها له حتى يحترق الإهاب خاليا من القرآن والله أعلم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم .ويقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعى القرآن.

18- حماية من الفتن  (( من قرأ عشر آيات من أول الكهف ؛ عصم من فتنة الدجال ))
[ الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2088 - خلاصة حكم المحدث: صحيح ]

19- حافظ القرآن منزلته عند الله كمنزلة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فحافظ القرآن مع السفرة الكرام البررة، ففي الحديث (( مثل الذي يقرأ القرآن، وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران )). فيا له من شرف أن نكون مع من قال الله فيهم
{ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ * بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ } [ سورة عبس 13:16]

20- حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة له، فحفظه يستلزم القراءة المكررة، وتثبيته يحتاج إلى مراجعة دائمة، وفي الحديث  (( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها )).

21 -السير على الصراط المستقيم من منّا لايتمنى سلوك الطريق المستقيم الموصل الى الله تعالى والى الجنة (( تركت فيكم أمرين ؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )) [ المحدث: الألباني - المصدر: منزلة السنة - الصفحة أو الرقم: 13خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن ].

 22- حافظ القرآن يقرأ في كل أحواله، فبإمكانه أن يقرأ وهو يعمل أو يقود سيارته أو في الظلام، ويقرأ ما شياً ومستلقياً، وله أسوة بنبيه صلى الله عليه وسلّم إذ دخل مكة وهو على دابته يقرأ القرآن. 
     وقديماً كانوا يشبهون حافظ القرآن بالمسافر الذي زاده تمر فهو يأكل متى شاء، لا يحتاج إلا لإدخال يده في جرابه، أما غير الحافظ فهو يشبه من زاده دقيق فلابد أن يقف، وينزل عن راحلته، ويعجن، ويجمع الحطب... وذلك أمر يطول. فهل يستطيع غير الحافظ أن يفعل ذلك؟ فلا يمكنه ذلك مهما حرص.


23- القرآن حجة لنا يوم القيامة  (( إسباغ الوضوء شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، والتسبيح والتكبير يملأ السموات والأرض ، والصلاة نور ، والزكاة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) [الراوي: أبو مالك الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 925 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

24- أن حفظ القرآن زاد للخطيب والواعظ وللمعلم والمتكلم والداعية الى الله، إذا كان يحفظه فهو بين عينيه تحضره الأدلة والشواهد، فينتقي منها ما يناسبه، بخلاف غير الحافظ حيث يعسر عليه الوصول إلى موضع الآية فضلاً عن قراءتها حفظاً.

25- استخدام الذاكرة فيما خلقها الله من أجله بجعل القرآن بداية سلسلة طويلة من الحفظ تبدأ بحفظ القرآن ثم الحديث والمتون وكل مايفيد في الدنيا والآخرة.

26- بحفظ القرآن نكون آداة لنصر الإسلام فلايقدر الكفار على تحريفه وتغيره قرأت عن مستشرق زار القاهرة فقال لأحد شيوخ الأزهر:  سننزع الإسلام من صدوركم !!!!! فقال له الشيخ على رسلك ثم أخذه الى الشارع فلقيا أطفالا فطلب منهم الشيخ أن يقرأوا من الذاكرة سورا معينة من القرآن فقرأوا والمستشرق مندهش فسأل وهل كل أطفالكم يحفظون القرآن ؟؟!!! فقال الشيخ : مادام أطفال المسلمين يحفظون القرآن فلن تستطيعوا أن تنزعوا الإسلام من قلوبنا !!!!!.

27- القرآن يحوي علوم الدنيا والآخرة، ويحوي قصص الأولين والآخرين، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين  .(  ويحوي الكثير من الحقائق العلمية والكونية والطبية والتشريعية، ويحوي أيضاً كل الأحكام والقوانين والتشريعات التي تنظم حياة المؤمن وتجعله أكثر سعادة. وهذا يعني أنك عندما تحفظ القرآن إنما تحفظ أكبر موسوعة على الإطلاق.

28-القرآن شفاء للأمراض الجسدية والنفسية، (( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً )) [ سورة الإسراء 82 ] .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلُدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء فأتوهم فقالوا يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي  ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جُعلا فصالحوهم على قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ { الحمد لله رب العالمين } فكأنما نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جُعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ، فقال : وما يدريك أنها رقية ؟ ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهماً فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم )) [ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري الرقم: 2276خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ] 

29- اطمئنان القلب والراحة النفسية (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). فحفظ القرآن علاج لمرض يعاني منه الجميع ألا وهو صدأ القلوب وقسوتها . قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: (( إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء )). قيل: يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال: ((كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن)) رواه البيهقي في شعب الإيمان.

   30 - حفظ القرآن سبب عمارة القلب وحياته ونور العقل.(( إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )) [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 3/290 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح  ضعفه الالباني] .
وفي الأثر عن كعب رضي الله عنه قال: «عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عهدا.
وقال في التوراة: " يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".

31- استحقاق ظل الله يوم لا ظل إلا ظله:
ورد في وصف أهوال يوم القيامة من حديث المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -:
(( 
تدنو الشمس يوم القيامة من الخلائق حتى تكون منهم كمقدار ميل، قال سليم بن عامر - أحد رواة الحديث - فو الله ما أدري ما يعني بالميل، أمسافة الأرض، أم الميل الذي تكتحل به العين؟ قال: فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً، قال: وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلّم بيده إلى فيه)) . [رواه مسلم 2864].

     وفي هذا الموقف الرهيب والكرب الشديد يكرم الله سبحانه وتعالى طائفة من عباده فيظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما أخبر صلى الله عليه وسلّم: (( 
سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )). [رواه البخاري 660، ومسلم1031].

     فما بالنا بمن نشأ في بيوت الله وعلى حفظ كتابه وتدبره ؟؟ فهو من أولى الناس بهذا الوصف فالتعبد لله بتلاوة كتابه وحفظه وتعاهده من أفضل ما يتقرب به العبد إلى مولاه.

 32- حافظ القرآن يتيح له درس الحفظ التعرف واللقاء بالصحبة الصالحة ومجالسة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، فهو من أسعد الناس بفضائل الصحبة الصالحة في الدنيا والآخرة. بل حين يُكْرِم أصحابه فذلك من إجلال الله، وحين يحبهم فيحبهم لله، وحين يتبرأ الناس يوم القيامة من أخلائهم فهؤلاء أخلاء على سرر متقابلين: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ* يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ). [الزخرف: 67- 68].

     وأخبر صلى الله عليه وسلّم أن حال المرء يوم القيامة مرتبط بحال قرينه فقال: (( المرء مع من أحب )) . [رواه البخاري 6170، ومسلم 2641]. وقوله: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )) . [رواه الترمذي 2378، وأبو داود 4833].وقوله صلى الله عليه وسلّم (( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي )). [رواه أحمد 3/ 38، والترمذي 2395، وأبو داود 4832، والدارمي 1985].

33- تحصين النفس والبيت (( إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )) [رواه مسلم   [

34- لكي يشملنا الله بالأفضلية والخيرية التي ذكرها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (( إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه )) [ الراوي: عثمان بن عفان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5028 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ]، (( خيركم من تعلم القرآن وعلمه. قال: وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا ))  الراوي: عثمان بن عفان المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5027 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] ]

35-  ليذكرنا الله عز وجل " فاذكروني أذكركم " ، "  يقول الله تبارك وتعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة .)) [قال قتادة والله أسرع بالمغفرة   الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1488  خلاصة حكم المحدث: صحيح].

36- قاريء القرآن طيبٌ  )) مثل الذي يقرأ القرآن كا لأترجة طعمها طيب وريحها طيب )) .

37-  نزول السكينة وغشيان الرحمة ولتحفني الملائكة وتستغفر لي ((..... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده . ومن بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه )). [الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2699 خلاصة حكم المحدث: صحيح ].

      38-    إكرام والدي حافظ القرآن، وإعلاء منزلتهما. فعَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ الْجُهَنِيِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيامَةِ، ضَوْءهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا - لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟ ))  رواه أبو داود وأحمد في مسنده ] .

وفي رواية  (( من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ؛ ألبس والداه يوم القيامة تاجا من نور ، ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتان لا تقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بم كسبنا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولد كما القرآن  )) [ الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1434 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره ] ولايخفى علينا كم من السرور والفرح يدخل على قلوب الوالدين بحفظ ولدهما القرآن.

39- ليكون عونا لنا على قيام الليل. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ )) [ صححه الألباني في صحيح أبي داود (1264) ] .

40- فضل إفناء العمر بحفظ كتاب الله:
يقف كل عبد بين يدي ربه يوم القيامة ويُسأل عن حياته ووقته ويحاسب، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم بقوله: "لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم".
[رواه الترمذي 2416] .
      ماذا نجيب ربنا وقد أسرفنا على أنفسنا وشغلتنا الدنيا ؟  هنا سيقول حافظ القرآن  يا رب أفنيت زهرة شبابي وسني عمري في أفضل بقاع الأرض إليك، في بيتك حاملاً مصحفي متطهراً، أتلو كلامك وأحفظه، وحين أنهيت حفظه شغلت نفسي بمراجعته وتكراره حتى لا يتفلت مني وأنساه.وحين يرى ذلك من حرم هذا الفضل فلن يسعه إلا أن يقول: (يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً). [النساء: 73].

41- استغلال الوقت والإستفادة منه فحفظ القرآن استثمار للوقت فيما ينفع وانشغال عن اللغو والقيل والقال فحين يسابق الناس الى مجالس اللهو والمنكرات يكون لحافظ القرآن شأن آخر ولامجال للمقارنة.

فأين المشمرون الراغبون في حفظ كتاب الله ؟!..
بالعزيمة والنية الصادقة ننال كل شيء ومن صدق الله صدقه...

نسأل الله أن يوفقنا لحفظ كتابه والعمل به في جميع أحوالنا, ونسأله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا, وأن ينفع بنا الإسلام والمسلمين.

اللهم اجعل القران ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا
اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته.
اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.
اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم
 اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام...

 وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم ،
والحمد لله رب العالمين.


سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لاإله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك




إعداد وتقديم
الفقيرة الى رحمة ربها الغني
مفيدة محمد زكي البكر
أم أيمن



1/5/2012 الموافق 9/جمادي الثاني /1433