الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

الدرس العاشر



الدرس العاشر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون ، اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
انتهينا في الحصة الماضية من قصة موسى عليه السلام مع الخضر وسنتطرق في هذه الحصة إلى قصة جديدة وهي قصة ذي القرنين يقول تعالى :
يَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿83﴾
  الكهف: ٨٣
الخطاب هنا للرسول صلى الله عليه وسلم يقول الحق سبحانه ﰁ   أي يا محمدﰂ  ﰃ  ﰄ  أي عن خبره ، قيل أن كفار قريش طلبوا من اليهود أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قيل العكس يحتمل أن اليهود هم الذين أرسلوا إلى كفار قريش فقالوا لهم سلوه عن ملك البلاد عن ذي القرنين والله أعلم
وقد وردت أقوال عدة في سبب تسميته بذي القرنين:
**فقيل انه شاب من الروم
**قيل انه سمي كذلك لأنه كان من بيت كريم الطرفين
**قيل انه انقرض قرنان من الناس وهو حي
**قيل انه إذا قاتل قاتل بيديه وركابيه جميعا
**قيل لأنه أعطي علم الظاهر والباطن وقيل لأنه ملك فارس والروم
وقوله تعالى
ﰆ  أي أنت يارسول الله محمدﰇ  ﰈ  ﰉ  ﰊ  ﰋ    ساتلوا عليكم قرآنا يوضح لكم قصته .فقد سأل السائلون الرسول الكريم r عن ذي القرنين فأوحى إليه الله بما هو وارد في الآيات القادمة من سيرته ، والله سبحانه وتعالى ذكر في القرآن القصص لتكون دروسا وعبرا وعظات فقد قال سبحانه :
لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿111﴾ يوسف: ١١١
والرسول في هذه الآية كأنه يقول لسائليه لن أقول شيئا من عندي الله أوحى إلي ذكرا سأتلوه عليكم وسأعطيكم جواب سؤالكم من القرآن الكريم
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿84الكهف: ٨٤
قوله تعالى ﭑ     ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ   مكنا له أي أعطيناه ملكا عظيما .ومن هذه الآية اختلف المفسرون في كون ذي القرنين نبيا أو عبدا صالحا:ـ
ــ فقال البعض التمكين في الأرض يكون بالنسبة للأمور الدينية والدنيوية . والتمكين في الدين هو النبوة فاستدلوا بذلك بقول تعالى
ﭑ     ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ   كما استدلوا بقوله سبحانه
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86﴾ الكهف: ٨٦   لان الله تعالى يخاطبه بهذا الكلام
-ـ وقال البعض أن التمكين في الأرض لا يكون للأنبياء فقط بل يكون أيضا لإتباع الأنبياء من الصالحين واستدلوا على ذلك بقوله سبحانه
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿55﴾
النور: ٥٥  وهذا يدل على أن ذي القرنين ليس بنبي ، وقالوا في قوله تعالى  حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86﴾الكهف: ٨٦  لا يشترط أن يتم إخباره من قبل الله مباشرة بل قد يكون الأخبار عن طريق نبي كقصة نبي بني إسرائيل إذ قال الله تعالى وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴿154﴾ النساء: ١٥٤
أو أن الله سبحانه قد الهمة فعل ذلك كقوله سبحانه 
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿7القصص: ٧  ، فأم موسى لم تكن نبيه ولم يوحى إليها وحيا ولكن كان الهام من الله سبحانه وتعالى
بين الله تعالى انه قد مكن لذي القرنين في الأرض فأعطاه سلطانا وطيد الدعائم إضافة إلى ذلك قال سبحانه
ﭖ  ﭗ  ﭘ        ﭙ  ﭚ  ﭛ  الكهف: ٨٤   أي أعطيناه كل شيء يحتاج إليه لتثبيت هذا الملك العظيم ، يسرنا له كل أسباب الحكم والفتح والبناء والعمران والسلطان والمتاع وسائر ماهو من شان البشر أن يمكنوا فيه . وقال ابن عباس أي من كل شيء علما يتسبب به إلى مايريد ، وقيل من كل شيء يحتاج إليه الخلق وقيل أيضا من كل شيء يحتاجه الملوك من فتح المدائن وقهر الملوك
قوله تعالى :
 
فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿85﴾ الكهف: ٨٥  أي فاخذ بهذه الأسباب المعينة له واغتنمها وتوكل على الله ، فالتوكل على الله لا ينافي الأخذ بالأسباب .فهو اغتنم الفرص المتاحة له من عند الله ثم توكل عليه سبحانه .ومن هنا يستفاد أن طالب العلم يجب أن يأخذ بكل الأسباب التي تتهيأ له ويسعى في طلب العلم حتى يبلغه ، فعلى طالب العلم أن يكون ذو همة عالية
والرسول صلى الله عليه وسلم كان دوما يرفه همة أصحابه ، ويعلمنا الحبيب كيف تكون هممنا عالية لا نرضى بالدون إطلاقا فيقول لنا سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام :"إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة وأوسطها وسقفه عرش الرحمن
وقيل
ﭜ  ﭝ   ﭞ  الكهف: ٨٥ أي مشى طريقا بين المشرق والمغرب
هنا يبدأ السياق القرآني في ذكر أول رحلات ذي القرنين والتي كانت إلى جهة المغرب فيقول البارئ عز وجل : ـ
الكهف: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86﴾ قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿88
٨٦ - ٨٨
قوله تعالى
  فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿85﴾الكهف: ٨٦   أي فسلك طريقا في اتجاه المغرب إلى أن وصل إلى أقصى ما يُسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب ، والمغرب مكان غروب الشمس هناك في تلك البقعة من الأرض يقول الحق سبحانه حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86 الكهف: ٨٦  الحمئة مؤنث حما وهو الطين ألازب الذي خلق الله منه الإنسان لقوله تعالىوَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ﴿26 الحجر: ٢٦
يخبر الله تعالى أن ذي القرنين لما وصل إلى ذلك المكان من المغرب رأى الشمس تغرب في البحر المحيط هناك ووجد عنده قوما أي امة من الأمم العظيمة
وقوله تعالى
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86الكهف: ٨٦  بمعنى أن الله تعالى مكنه من ذلك القوم وخيره بين تعذيب هؤلاء القوم وبين الإحسان إليهم والعفو عنهم .فيعلن بعد ذلك ذو القرنين عن دستوره في معاملة هؤلاء القوم قائلا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًاالكهف: ٨٧ - ٨٨  يعلن أن للمعتدين الضالين- الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والشرك بالله عز وجل ورفضوا قبول دعوته سبحانه -عذابه الدنيوي وعقابه ثم أنهم بعد ذلك يردون إلى ربهم يوم القيامة فيعذبهم عذابا نكرا فظيعا لا نظير له فيما يعرفه البشر
أما المؤمنون الصالحون فقد ذكر بان لهم الجزاء الحسن والمعاملة الطيبة الكريمة.كانت هذه الإجابة من ذي القرنين إجابة عادلة وكان دستوره دستور الحكم الصالح ، فالمؤمن الصالح يجب أن يجد الجزاء الحسن والكرامة عند الحاكم والمعتدي الظالم يجب أن يجد العقوبة والإيذاء
ونجد في حديث ذي القرنين عن المعتدين البدا بعذاب الدنيا قبل الآخرة ، بالأدنى قبل الأكبر لعل المذنب يتوب ويرجع إلى مولاه الحق سبحانه ، بينما في الحديث عن جزاء المؤمنين فقد بدا بالجزاء الأخروي
هكذا انتهت رحلة ذي القرنين الأولى وانتقل بنا السياق القرآني للتحدث عن رحلته الثانية والتي كانت في اتجاه المشرق هذه المرة يقول تعالى
ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ  الكهف: ٨٩  .ثم عاد ذو القرنين من رحلة المغرب إلى رحلة إلى المشرق ، ممكنا له في الأرض ، ميسرة له الأسباب
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿90﴾
الكهف: ٩٠ عندما سار في هذه الرحلة إلى اتجاه المشرق والمقصود بمطلع الشمس مطلعها من الأفق الشرقي في عين الرائي
احَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ﴿90﴾
لكهف: ٩٠ هناك في أقصى المشرق وجد قوما وأمة من الأمم لا يحجبهم عن الشمس شيء أي أن الأرض منبسطة مستوية مكشوفة، والقوم هناك معرضون للشمس طوال اليوم ليس لهم بناء يضمهم ولا أشجار تظلهم
كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿91﴾ الكهف: ٩١ أي كذلك مكناه من القوم عند مطلع الشمس كما مكناه من القوم الذي وجدهم عند مغرب وننتقل بعد ذلك إلى رحلة ذي القرنين الثالثة والأخيرة يقول تعالى : ﮱ  ﯓ   ﯔ  ﯕ  الكهف: ٩٢ أي اخذ مرة أخرى بالأسباب التي وضعه له المولى عز وجل وسار في رحلة ثالثة
حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ﴿93﴾الكهف: ٩٣  هذه المرة كانت الرحلة إلى السدين وقيل هما جبلين عظيمين بينهما فُرجة ، هناك في تلك الفرجة وجد قوما ضعافا فقراء لا يفقهون كلام ذي القرنين ولا يفهمون لهجته
ووجد من وراء السدين قوما جبابرة طاغين ،هؤلاء القوم الضعاف توسموا في ذي القرنين الخير والصلاح والقوة فعرضوا عليه ان يقيم لهم سدا
الكهف:
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿94﴾٩٤   ومن حكمته سبحانه انه جعل ذي القرنين يفهم لغتهم ومرادهم ففهم على لسانهم أنهم يريدون منه أن ينقدهم من هؤلاء القوم الجبابرة وذلك في مقابل خراج وعطاء من المال يجمعونه له من بينهم.
وقيل اسم يأجوج ومأجوج مأخوذة من مادة النار لأننا إذا أشعلنا النار نقول تأججت النار وقيل اخذ اسمهم من ذلك لشدة وكثرة شرهما وفسادهما وهم كانوا من بني ادم والدليل على ذلك ما جاء في الصحيحين يقول الله عز وجل لآدم يوم القيامة:" يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك. فيقول: ابعث بَعْثَ النار. فيقول: وما بَعْثُ النار؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار، وواحد إلى الجنة؟ فحينئذ يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، فيقال: إن فيكم أمّتين، ما كانتا في شيء إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج"
أجاب ذو القرنين بكل عفة وصلاح على اقتراحهم قائلا 
الَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿95﴾
الكهف: ٩٥
قولهالكهف:الَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿95﴾
٩٥  أي ما أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي مما ستجمعون لي ولكنﯾ  ﯿ    الكهف:الَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿95﴾ ٩٥  أريد منكم أن تعينوني بالرجال والعمال حتى أضع بينكم ردما
الكهف: ٩٦ قوله ﰅ  ﰆ     ﰇ الكهف: ٩٦
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿96 أي ائتوني بقطع وكتل من الحديد ، والزبر جمع زبرة وهي القطعة منه . فكان يأخذها ويصبها بين السدين
الكهف: ٩٦
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿96 بدأ يرص كتل الحديد من الأسفل إلى الأعلى إلى أن اقترب من النهاية وأصبح الركام بمساواة القمتين ﰎ  ﰏ فكان يضع الحطب بين كتل الحديد حتى ينصهر هذا الأخير ، وهنا يطلب منهم إيقاد النار لحصول ذلكآتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿96لكهف: ٩٦  حتى إذا انصهر كليا وصار كالنار لتوهجه وشدة احمراره "قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا " القطر هو النحاس المذاب ، أراد أن يصب النحاس المنصهر فوقه ليزيد صلابة بنائه حتى لا يستطيع يأجوج ومأجوج خرقه
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿97﴾ الكهف: ٩٧ صار السد قويا منيعا فما استطاعوا لا تسلقه والظهور عليه والإتيان من فوقه ،وما استطاعوا أن يثقبوه ويذخلون على هؤلاء القوم الضعاف
وفسر العلماء قوله في المرة الأولى
ﰛ  ﰜ  والثانية  ﰟ  ﰠ  بان التسلق على السد والظهور عليه أسهل من الثقب
وقد جاء مرفوعا من حديث أبي هريرة، خرجه ابن ماجه في السنن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يأجوج ومأجوج يحفران كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوا فستحفرونه غدا فيعيده الله أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله تعالى فاستثنوا فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحقرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فيرجع عليها الدم ، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله تعالى عليهم نغفا في أقفائهم فيقتلهم بها" قال رسول الله
r: "والذي نفسي بيده إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم"ـ أوكما قال r .
ونظر ذو القرنين إلى العمل الضخم الذي قام به فلم يأخذه البطر والغرور ولم تسكره نشوة القوة والعلم بل شكر الله وحمده ورد إليه الأمر كله فقال
ﭑ  ﭒ  ﭓ   ﭔ  ﭕ  وأعلن بعد ذلك ما سيكون عليه حال هذا السد كباقي الجبال والحواجز في هذه الدنيا يوم القيامة فقال قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿98﴾
الكهف: ٩٨  أي هذا السد سيظل قائما إلى أن يقترب وعد الله وتقوم القيامة آنذاك يجعله المولى دكاء أي يسويه مع الأرض ويجعله مستويا في ذلك الحين عند حلول وعد الله يقول تعالى وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿99﴾ الكهف: ٩٩  عند دك السد يموج الناس بعضهم في بعض وقيل أن ذو القرنين تركهم عند بنائه للسد ترك يأجوج ومأجوج يموج بعضهم في بعض وقيل انه عندما يخرجون على الناس قبل يوم القيامة وبعد الدجال يختلطون بالناس بعد إن منعهم الله وحجزهم وراء السد
وقيل انه المقصود بها يوم يختلط الإنس والجن يوم القيامة
وهذا المشهد يصف ويرسم حركة الجموع البشرية من كل صنف وجنس مبعوثين يختلطون ويضطربون من غير نظام تتدافع جموعهم تدافع الموج وتختلط اختلاط الموج ثم بعد ذلك تأتي نفخة النظام والتجمع . قال تعالى
ﭫ  ﭬ  ﭭ      الصور هو قرن يُنفخ فيه ﭮ   ﭯ   أي أحضرنا الجميع للحساب كقوله تعالى قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ﴿49﴾
  لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴿50﴾ الواقعة: ٤٩ - ٥٠وقوله تعالىوَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا الكهف: ٤٧
ثم يقول الحق سبحانه
عَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا الكهف: ١٠٠  يخبر الله عز وجل عما يفعله يوم القيامة بهؤلاء الكفار ، فهو يبرز لهم نار جهنم ويبين لهم لعذاب الذي ينتظرهم وذلك ابلغ ما يكون في تعجيل الهم والحزن لهم
الكهف:الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ﴿101
١٠١   الله سبحانه وتعالى سيعرض جهنم للذين كفروا وعطلوا حواسهم التي أعطاها الله لهم وذلك بصدها عن ذكر الله . فالله أمرهم برؤية آياته الظاهرة في كل الكون لكنهم عطلوا أسماعهم وأبصارهم وعقولهم عن التوحيد والانتفاع

يبين الله تعالى في هاتين الآيتين انه سبحانه وتعالى سيعرض جهنم للذين كفروا وعطلوا حواسهم التي أعطاها الله لهم وذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يسلبهم السمع
والبصر ولكن الله أعطاهم السمع وأعطاهم البصر وأمرهم أن ينظروا في ملكوت السموات والأرض من حولهم ليروا مشاهد التوحيد ودلائل التوحيد وأمرهم أن يسمعوا بآذانهم إلى آيات الله فلما عطلوا هذه الحواس عن الاستخدام فيما خلقت له من التعرف على آيات الله الكونية وسماع الآيات المنزلة عاقبهم الله سبحانه وتعالى فحال بينهم وبين الانتفاع بأذانهم والانتفاع بأبصارهم كما قال تعالى
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿110﴾
لأنعام: ١١٠
فهم سمعوا السمع الذي قامت به الحجة أما سمع الانتفاع فقد حال الله بينهم وبينه كما قال تعالى إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿
الأنفال: ٢٢  
الكهف: ١٠٢ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا
  في هذه الآية يسخر الله عز وجل ويستهزؤ المولى بهؤلاء الذين اعتقدوا الولاية في عباد الله وظنوا إن ذلك يصح لهم وإنهم سينتفعون بذلك   ﭾ  ﭿ  ﮀ   ﮁ  ﮂ  ﮃ  مريم: ٨٢ ، كأنه الآية تقول أظن هؤلاء المشركون أنهم يشركوا بالله ويجعلوا له أندادا وأن الله لا يعاقبهم ولا يعذبهم على شركهم وكفرهم . أم أن الذين عبدوهم من دون الله من الملائكة أو الأولياء أو عيسى بن مريم راضين عن عبادتهم وأنهم سيولونهم بهذه العبادة وأنهم  سينفعوهم يوم القيامة كلا قال تعالىمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ ۚ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴿5﴾ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿6﴾   الأحقاف: ٥ - ٦ وقد اعد الله لهؤلاء يوم القيامة جهنم منزلا لهم ومقرا
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا
الكهف: ١٠٣ هل نخبركم بمن هم اشد خسرانا يوم القيامة ، فيجيب المولىالَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا   الكهف: ١٠٤  
هذه الآية تدل على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه . والذي يوجب إحباط السعي إما فساد الاعتقاد أو الكفر والمراد هنا الكفر أو المراءاة والآية معناها التوبيخ لهؤلاء الكفرة يخيب الله سعيهم وآمالهم فهم الأخسرون أعمالا
وقيل أنهم اليهود والنصارى فاليهود كذبوا محمدا
r,أما النصارى فكفروا بالجنة وقالوا لا طعام فيها ولا شراب
الاخسرون هم أولئك الذي لم يبلغهم سعيهم في الدنيا أية غاية ولم يوصلهم إلى الهدى فهم كانوا يعملون أعمالا باطلة غير شرعية ويعتقدون أنهم مقبولون فهؤلاء هم من قال الله فيهم
وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴿  الفرقان: ٢٣  وقال سبحانه أيضا وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ النور: ٣٩
ﮥ  ﮦ  ﮧ             ﮨ  ﮩ  ﮪ    أي هؤلاء هم الذين جحدوا بآيات الله وكذبوا بلقائه  أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
الكهف: ١٠٥  أي يوم القيامة لا يكون لهم عندنا وزن وتكون موازينهم خالية من الخير
عن أبي هريرة، عن رسول الله
r أنه قال: "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة، لا يزن عند الله جناح بعوضة" وقال: "اقرؤوا إن شئتم:أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
الكهف: ١٠٥ رواه البخاري
ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا
الكهف: ١٠٦  ذلك أشارة إلى جزائهم أي إنما جزيناهم بجهنم لكفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله موضوعا للاستهزاء والسخرية
نَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴿
الكهف: ١٠٧ هنا يخبر الله تعالى بمصير عباده المؤمنين الصالحين مقابل هؤلاء الكافرين الجاحدين ، يخبر تعالى هنا بان لهم جنات الفردوس وهي أعلى الجنان لما جاء في الحديث الصحيح قال رسول الله r"إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة وأوسط الجنة، ومنه تُفَجَّرُ أنهار الجنة " والنزل هو الضيافة
خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا
الكهف: ١٠٨  هم في هذه الجنان خالدون ماكثون ابد الآبدين لا يختارون غيرها ولا يحبون سواها
الكهف: قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدً
١٠٩  الخطاب هنا لمحمد r يقول له الله عز وجل قل يا محمد انه لو كان ماء البحر مدادا للقلم الذي تكتب به كلمات ربي وآياته الدالة عليه لنفد هذا المداد وفرغ البحر قبل حصول ذلك الأمر ، وحتى وان جئنا ببحر أخر وأخر و أخر .. لتفدوا فبل أن تنفد كلمات الحق سبحانه فقد قال تعالى لْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿25﴾ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿26﴾ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿لقمان: ٢٧  قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴿110﴾ الكهف: ١١٠  لا زال الخطاب موجها للنبي r  يقول له المولى قل يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين برسالتك إنما أنا بشر مثلكم يتلقى من ذلك الأفق السمي ، بشر لا يتجاوز الهدى الذي يتلقاه من مولاه فمن زعم باني كاذب فليأت بمثل ماتيت به فاني لا اعلم الغيب فيما أخبرتكم به مما سألتموني عنه من نبا أصحاب الكهف وذي القرنين وإنما الله أطلعني على ذلك كله وأنا أخبركم وادعوكم إلى عبادة الله الواحد فمن كان يتطلع إلى القرب من ذلك الجوار الاسنى جوار الله عز وجل ومن كان يرجو ثواب الحق سبحانه ويخشى عذابه فليقدم لنفسه من العمل ماهو صالح موافق لشرع الله وليخلص ذلك العمل له سبحانه
وهذان هما شرطا العمل الصالح المتقبل فلا بد للعمل أن يكون خالصا لوجه الله وعلى شريعة محمد
r.




هكذا اختتمت هذه السورة الكريمة وتم بحمد الله وفضله 
الانتهاء من تفسير هذه السورة  



المصادر التي اعتمدت عليها في شرحي للآيات
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
تفسير الطبري
الوسيط
السعدي
البحر المحيط
التفسير الميسر
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
وبعض كتب التفسير الموثوقة
إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن فضل الله وحده
والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك  




ملاحظة: ألقت هذه المحاضرات الفقيرة إلى ربها طالبة العلم الشرعي
الأستاذة :أم أيمن حفظها الله تعالى
ونسقت ملف المحاضرات تلميذة الأستاذة" أم أيمن" راجية
2007م الموافق 1428

الأحد، 4 سبتمبر 2011

محاضرتي عن الحجامة التي تم القاؤها على المسك


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






باقي محاضرة
 عن الحجامة


أهداف الحجامة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وهي تكون لسبب مرضي فهناك العديد من الامراض التي عولجت بالحجامة مثل الصداع المزمن وخدر وتنميل الاكتاف والآم الركبتين والنحافة والام الرماتزميةوالبواسير وعرق النسا وحساسية الطعام وكثرة النوم وغيرها العديد من الامراض المزمنه
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أي أن وقتها هو السابع عشر والتاسع عشر والحادي والعشرون أو في الربع الثالث من كل شهر عربي .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتكون الحجامة في الصباح والظهر أفضل من الليل. وهي مستحبة في أيام الإثنين والثلاثاء والخميس.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المواضع التي ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم الاحتجام عليها

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رابط يوضح مواضع الحجامة لكل مرض
http://www.khayma.com/cupping/cupping9.htm

أدوات الحجامة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
محذورات الحجامة
1- لا يمكن عمل الحجامة لشخص خائف فلا بد من أن يطمئن أولاً.
2- ولا يمكن أيضًا احتجام شخص يشعر بالبرد الشديد ففي هاتين الحالتين يصعب خروج الدم ..
3- يستخدم لمرضى السكر والسيولة في الدم الوخز بالإبر الطبية المعقمة بدلاً من التشريط.
4_ يحذر عمل الحجامة لمن بدأ في الغسيل الكلوي ولمن قام بتركيب جهاز منظم لضربات القلب لا تعمل له حجامة على القلب.

5- لا يحجم المريض وهو واقفاً أو على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة .
6- لا يحجم الجلد الذي يحتوي على دمامل وأمراض جلديه معدية أو التهاب جلدي شديد .
7- لا تحجم المواضع التي تكثر فيها الأوردة والشرايين البارزة مثل ظهر اليدين والقدمين مع الأشخاص ضعيفي البنية .
8- لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن وعلى الثديين ومنطقة الصدر خصوصا في الأشهر الثلاثة الأولى .
9- ينبغي أن تكون الحجامة دائما مزدوجة مثال : كلا اليدين وكلا القدمين

وعلا جانبي العمود الفقري ومن الأمام والخلف في بعض الحالات (تناظر) .
10- تجنب الحجامة للإنسان المصاب بالرشح أو البرد ودرجة حرارته عالية .
11- تجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة .
12- تجنب الحجامة على الركبة ولتكن الحجامة بجوارها وكذلك الدوالي .
13- تجنب الحجامة بعد الأكل مباشرة ولكن على الأقل بعد ساعتين .
14- تجنب الحجامة بأكثر من كأس في وقت واحد لمن يعاني من الأنيميا " فقر الدم "أو يعاني من انخفاض في ضغط الدم وعدم حجامته على الفقرات القطنية لأنها تتسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة ، وينصح بأن يشرب المصاب شيء من السكريات أو طعام يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عدم خروج الدم أو خروج دم أحمر سائـل قد يستدل به على سلامة العضو من العلل .
دم اسود سائل : يستدل به على وجود أخلاط ضاره في ذلك العضو.
دم اسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو
توقف خروج الدم أو خروج البلازما المادة الصفراء يستفاد منه على نهاية الحجامة .



مفاهيم خاطئة عن الحجامة

هناك مفاهيم كثيرة خاطئة عن الحجامة الصحيحة سواء من حيث الطريقة و الموضع و قبل و بعد عملية الحجامة .
من المفاهيم الشائعة عند كثير من الناس أنه يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة .
ويمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة
يغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد
يجبان لا يأكل المحتجم طعاما مالحا أو فيه بهارات كأكل اللحم أو شرب اللبن أو الحليب بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات أو نحوها
يجب أن يرتاح المريض و لا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة لمدة يوم أو يومين وعدم أخذ الراحة الكافية يسبب في عودة الألم مرة ثانية .
علينا أولا أن نضع في أعتبارنا أن من دلنا على الحجامة وبين لنا فضلها وأحتجم وأمر بالحجامة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى .حين أحتجم وأوصانا بالحجامة لم يذكر لناأي أمر نفعله أونتجنبه بعد الحجامة يسبب لنا المتاعب و الضرر ، أليس هو صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي ؟ أليس هو المبعوث رحمة للعالمين ؟ و هوالذي يدلنا على الخير كله من خلال القرآن و السنة .
لو كان هناك ضرر أومتاعب ما بعد الحجامة لأرشدنا و دلنا عليه صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ، فقد أحتجم النبي صلى الله عدة مرات و لم يثبت عنه صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم أنه أمر بعد الحجامة أن يتجنب الذي عمل الحجامة هذه الأمور فالنراجع الأحاديث الصحيحة في الحجامة لم يثبت عنه هذه الأمور, فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم , وأنا أرى والله أعلم أن هذه التنبيهات والتحذيرات مجرد أجتهادات شخصية ومن باب الحفاظ على الصحة .


وأخيرا أود أن أنبه الى أن جراحة الحجامة من الجراحات الخطرة, إذ إنها تتعلق ببدن الإنسان, والإقدام عليها دون علم قد يفضي إلى الضرر بهذا الإنسان .



فيجب على من تصدى للعلاج بالحجامة أن يتوفر فيه شرطان :
الأول: أن يكون ذا علم وبصيرة بعلم الحجامة .

الثاني: أن يكون قادراً على تطبيقها وأدائها على الوجه المطلوب .



فمن خالف هذين الشرطين،فقد عرض نفسه للضمان عند وجود الضرر وذلك لأن الحجامة فرعٌ من فروع علم الطب.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





فهذا الحـديث الشريف يعتبر أصلاً عند أهل العلم - رحمهم الله - في تضمين المتطبب الجاهل إذا عالج غيره واستضر بعلاجه. وقد دلّ الحديث على اعتبار المسؤولية الطبية ا لتي عبر عنها بأثرها وهو: وجوب الضمان على هذا النوع ممن يدعي الطب وهو جاهل به وهو عام لمن تطبب بالحجامة أو غيرها من فروع الطب .
وكما دلت السنة النبوية على مشروعية تحميل الطبيب عبء المسؤولية عن الأضرار الناتجة عن خطئه, كذلك دل الإجماع على مشروعية ذلك واعتباره.
وأخيرا أقول يبقي علينا التصديق و القبول بما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ( إن في الحجم شفاء ) متفق عليه
( و ما ينطق عن الهوى إن هو وحي يوحى )
فإن النبي صلى الله عليه وسلملا ينطق بشيء عن هوى أو غرض دنيوي أو مصلحة شخصية بل هو مبلِّغ عن ربه عز وجل من
غير زيادة أو نقصان, والله جلّ شأنه يقول: ((ولو تقوَّل علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ))
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



يتبع إن شاء الله إنزال باقي المحاضرات