
محاضرات الاسبوع الثالث بفضل الله
باقي محاضرة الرقية الشرعية للأستاذة الحبيبة أم أيمن (ام أيمن )

وإن أنفع الرقية وأكثرها تأثيراً رقية الإنسان نفسه وذلك لما ورد في النصوص على عكس ما اشتهر عندكثير من الناس من البحث عن قارئ ولو كان عامياً أو مشعوذاً .
وسورة الفاتحة من أنفع ما يقرأ على المريض وذلك لما تضمنته هذه السورة العظيمة من إخلاص العبودية لله والثناء عليه عز وجل وتفويض الأمر كله إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم ولما ورد فيها من النصوص مثل رقية اللديغ الواردة في صحيح البخاري.


ومما يقي من شر العين والسحر بل ومن كل شر المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وقراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين عقب كل صلاة وعند النوم وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة . وأن يتوكل على الله تعالى.


قيل أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عاد أحد المسلمين وهو مريض وقرأ عليه فاتحة الكتاب واضعًا يده على الجزء المريض في جسده، فبرئ الرجل بفضل الله، فلما استشهد عمر، ومرض الرجل مرة أخرى طلب ممن يعوده أن يقرأ عليه بفاتحة الكتاب كما صنع عمر، فلما قرأ عليه الراقي الفاتحة واضعًا يده على الجزء المريض في جسده، ثم قال له: ( كيف حالك؟) قال: له كما أنا) .. قال الراقي : والله إن الفاتحة هي الفاتحة ولكن أين يد عمر( ؟(القضية إذًا ليست في الآيات فحسب وإنما في اليد الطاهرة التي توضع على المريض، يد لم تؤذ أحدًا من الناس ولم تمتد إلى رشوة أو حرام أو لم ترتكب معصية تغضب الله عز وجل).

ومن أهم الأمور التي تساعد على تأثير الرقية في المرقي هي تقبل المريض للراقي فلو أجبرنا المريض على الذهاب إلى راقي معين ويكره الذهاب إليه فإنه في الغالب لا يستفيد منه فإذا فقد المريض الثقة والارتياح والانشراح للمعالج الذي يعالجه فإن ذلك يفقد الرقية كل أثر بل قد يشعر المريض بزيادة المرض ولو أنه كان في قرارة نفس المريض أنه لن يستفيد ولن يتأثر من رقية الراقي الفلاني فإنه سوف لن يتأثر ولن يستفيد في الغالب بعكس من يذهب إلى الراقي وهو منشرح الصدر مقبلا على الراقي معتقدا بأنه سوف ينتفع من رقيته بإذن الله تعالى.
الشروط المتوفرة في المعالج او الراقي
1- الاهتمام ببعض الأمور العامة قبل الرقية كالطهارة وخلو المكان من المعاصي على اختلاف أنواعها .
2- صحة العقيدة وسلامة المنهج وأن يرجع بما يشكل عليه اثناء العلاج الى الكتاب والسنة وأهل العلم والحذر من استخدام الرقى التي لا يعرف لها أصل من الكتاب والسنة
فلا يجوز الذهاب مطلقاً إلى من اتخذ مسلكاً وطريقاً غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين, خاصة بعض أصحاب الطرق الصوفية البدعية .
3- أن تكون الغاية والهدف من الاشتغال في هذا العلم هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ثم تفريج كربة المكروبين والوقوف معهم وتوجيههم الوجهة الشرعية في مواجهة هذه الأمراض .
4- الاعتصام بالله من الشيطان وذلك باتباع الوسائل المعينة على ذلك ومنها العلم الشرعي وبالقدر التي يحتاجه المعالج في حياته لمتابعة الطريق القويم الذي يؤصل في نفسيته تقوى الله سبحانه أولاً ثم توقّي الابتداع في مسائل الرقية فلا يأخذ من هذا العلم إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها .
5-الصبر والتحمل والتواضع وخفض الجناح والبشاشة ورحابة الصدر فيصبر على المرضى ويتفاعل مع مشاعرهم وأحزانهم ويظهر لهم حقيقتةً أنه يشاركهم فيما يحملون من مرض وابتلاء وعندئذ تتجسد المحبة والألفة ويستمر التواصل بين المريض والمعالج وهذا من أكبر دواعي الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى فالشياطين تخطط وتعمل على صرف المريض عن الرقية والعلاج بكل الطرق والسبل , والمريض يحتاج الى إنسان حليم صبور له علم ودراية في تلبيس الشياطين, وان بعض من الناس يعانون من أعراض المس والسحر في اليقظة والمنام , ونلاحظ أن تصرفات هؤلاء غير طبيعية أو أنهم يعانون من أمراض نفسيه مزمنة بل وربما أمراض عضويه لا يعلم لها سبب منطقي ,وحقيقة أمرهم أنهم مصابون بمس أو عين أو سحر , ولكن الشياطين لا تريد لهم الخير أبدا , فالشيطان يستهوي الإنسان ويستميله ويستخف بفكره وعقله ويبعده عن كل خير وعن كل ما فيه صلاح دينه ودنياه , فتسعى الشياطين جاهدة بالمكر والخديعة حتى تصرفهم عن الاستشفاء بالرقى الشرعية .
6- المحافظة على الفرائض والنوافل من حيث أداء الصلوات مع الجماعة والمحافظة عليها في وقتها ونحو ذلك من أمور العبادات الأخرى .
7- الورع والتقى وهي من أهم الصفات التي لا بد من الاهتمام بها وتوفرها في المعالج لكي يستطيع تقديم صورة بيضاء ناصعة عن هذا الدين وأهله ويجب على المعالِج تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن والتورع قدر المستطاع في التعامل مع المرضى ويجب أن تكون غايته وهدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى لاكما يفعل بعض المعالجين اليوم فتقتصر النظرة إلى ما في جيوب المرضى من دينار ودرهم ونسوا أو تناسوا ما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم لا يفنى ولا يبلى وفيه الخلود والسعادة الأبدية .
8-أن يكون له منهجاً واضحاً يعتمد أساساً على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء وعليه أن يعود في المسائل المشكلة إلى العلماء وطلبة العلم للإسترشاد بآرائهم والتوجه بتوجيهاتهم .
9- الحرص على تجنب اقتراف المعاصي و اتقاء فتنة النساء .
10- البدء بالحمد والثناء والدعاء بأسماء الله وصفاته ثم بالرقية بكتاب الله عز وجل كالرقية بفاتحة الكتاب وآية الكرسي وأواخر البقرة والإخلاص والمعوذتين ونحوها ثم بالسنة النبوية المطهرة بالأدعية النبوية المأثورة الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
11- النفث ومسح الرأس وما يلي الجسد بعد الانتهاء من الرقية الشرعية بشكل عام يجمع كفيه وينفث بهما ويمسح وجهه وما يلي جسده ويفعل ذلك لأهل بيته للانتفاع بالنفث المباشر لكلام الله عز وجل .
12- النفث في الماء والزيت واستخدامه في العلاج .
13- وضع اليد مكان الألم أو مسحه والدعاء بالأدعية المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو : ( اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تشفيني ) يقولها سبعا أو أن يقول ( بسم الله ثلاثا اعيذ نفسي بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ) يقولها سبعا .
14- المحافظة بشكل عام على الأذكار والأدعية النبوية المأثورة وبخاصة أذكار الوقاية والحفظ من الشيطان وليس المقصود ذكر اللسان فحسب إنما الذكر اللساني والقلبي .

ولا بد للمريض من المحافظة على الفرائض والنوافل خاصة المحافظة على الصلاة في الجماعة فإنها راحة وطمأنينة وقرب من الخالق سبحانه ومحاولة قيام الليل قدر المستطاع والتضرع والإنابة والدعاء إلى الله سبحانه لتفريج الكربة وإزالة الهم والغم .

يتبع إن شاء الله إنزال باقي المحاضرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق