
محاضرات الاسبوع الثالث بفضل الله
محاضرة الرقية الشرعية للأستاذة الحبيبة أم أيمن (ام أيمن )
محاضرة الرقية الشرعية للأستاذة الحبيبة أم أيمن (ام أيمن )
الحمد لله الذي جعل الأسباب كلها بيده يصرفها كيف شاء, ولم يجعل الأسباب آله تعبد من دون الله فجعلها مربوبة مقهورة بيده وجعل من بين هذه الأسباب ما يؤدي الى الصحة ومنها مايؤدي الى المرض كما جعل منها مايؤدي الى النجاة ومنها مايؤدي الى النار وبئس القرار .
والصلاة والسلام على خير الأنام الذي علمنا أن التوكل على الله وحده هو سبيل المهتدين الراشدين . وأن المرض والصحة بيد الله تعالى .


وأما مرض الأبدان ، فقال تعالى : " ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج " [ النور : 61 ] ، وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء لسر بديع يبين لنا عظمة القرآن ، والإستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه , وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة : حفظ الصحة , والحمية عن المؤذي , واستفراغ المواد الفاسدة , فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة .
فقال في آية الصوم : " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " [ البقرة : 184 ] ، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض وللمسافر طلباً لحفظ صحته وقوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة وما يوجبه من التحليل وعدم الغذاء الذي يخلف ما تحلل فتخور القوة وتضعف فأباح للمسافر الفطر حفظاً لصحته وقوته عما يضعفها .
وقال في آية الحج : " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " [ البقرة : 196 ) فأباح للمريض ومن به أذى من رأسه أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغاً لمادة الأبخرة الرديئة التي أوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر فإذا حلق رأسه تفتحت المسام فخرجت تلك الأبخرة منها فهذا الإستفراغ يقاس عليه كل استفراغ يؤذي انحباسه .
والأشياء التي يؤذي انحباسها ومدافعتها عشرة : الدم إذا هاج , والمني إذا تبيغ , والبول , والغائط , والريح , والقئ , والعطاس , والنوم , والجوع , والعطش وكل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه .
الأمراض الروحية
الأمراض الروحانية هي الأمراض التي تصيب الإنسان بفعل إنسان أخر مستعينا بالجن والسحر و المشعوذين و السحرة , والأمراض الروحانية كثيرة ومتنوعة و منها ما لا يوجد لها تشخيص في الطب البشري أو الطب النفسي كما أن أعراضها كثيرة فالكل معرض لأذى هذه الأمراض لا فرق بين إنسان تقي و إنسان غير تقي أو إنسان مؤمن وآخر كافر و لكن ينعم الله عز وجل و يحمي من يشاء من خلقه لان الله الضار و النافع و المعز والمذل و المحيي والمميت لا راد لقدرته فهو القادر العظيم .



تعليم الرقية إحياء لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما أن تعليم علم الرقية لمن يوثق في علمه ودينه وأمانته أصبح ضرورة ملحة.


وإن اعتقد فيها النفع والضر من دون الله عز وجل فهذا شرك أكبر وإن اعتقد أنها سبب للسلامة من العين أو الجن فهذا شرك أصغر لأنه جعل ما ليس سبباً سبباً .

كذلك الذي يعتقد أن الرقية مؤثرة ونافعة بذاتها (لا بقدرة الله) فيعتمد عليها اعتمادا كليا فضلا عن الذين يستعينون بالجن المسلم حسب زعمهم والتبرك بمن في القبور وسؤالهم وطلب المدد منهم والتقرب إليهم بالذبائح.
قال تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) [الجن:6] وقوله تعالى: ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعضوبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ) [الأنعام: 128] وهؤلاء وإن كانت تظهر بعض النتائج على أيديهم فإن السبيل الذي سلكوه سبيل خاطئ نهى الشارع عن اقتفائه وحذر منه أيما تحذير. فالحذر من هؤلاء وأمثالهم لأنهم يلبسون على الناس الحق بالباطل.
فلا يملك أحد من الخلق ضراً ولا نفعاً ، ولذلك يجب اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى دون سائر الخلق
والرقية كما أنها وسيلة نافعة بإذن الله تعالى وتقديره , فإنها بركة من بركات هذا الدين وثمرة من ثمار وراثة النبوة .

المقصود بقوله عليه الصلاة والسلام: هم الذينلا يسترقون أنهم الذين لا يسترقون الرقى الشركية، أما طلب الرقية الشرعية فليس من ذلك ـ إن شاء الله. قد اختلف العلماء في معنى الاسترقاء وفي شرح معنى هذا الحديث وحمل بعض العلماء قوله ( لا يكتوون ولا يسترقون ) على ما كانوا يفعلونه في الجاهلية ، فإنهم كانوا يكتوون ويسترقون في زمن العافية .
وقيل الرقى التي يحمد تركها ما كان من كلام الجاهلية ومن الذي لا يعقل معناه لإحتمال أن يكون كفرا ، قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ رواه أبي داود ، فدل على أن النهي إنما كان عن الرقى المجهولة أو التي فيها شرك وقيل بأن الاسترقاء المستحسن تركه في حق من كان له قوة على الصبر وعلى ضرر المرض والمطلوب فعله في حق الضعيف ولا يكون الاسترقاء منافيا للتوكل .
وكذلك سماع الشريط لا يعتبر من الاسترقاء وذلك أن الاسترقاء معناهأن يطلبوا من أحد أن يرقيهم كما قال شيخ الإسلام رحمه الله. ومن سمع شريطا لايعتبر طالبا لأحدثم أن الاسترقاء جائز ولكن الأكمل أن يرقي الإنسان نفسه.
أحياناً تأتي الشياطين للمريض من باب الدين وذلك بتذكير المريض حديث "السبعين الفاً " فتجد بعض المرضى يأتي الى الراقي ويقول ياشيخ أريد أن أتوقف عن الرقية لعل الله أن يجعلني من الذين لا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ولو تتبعنا حال المريض لوجدناه بعيداً كل البعد عن التوكل وقد يكونَ ممن يشرب الدخان ويشاهد التلفاز وما فيه من فتن ويسمع الأغاني ويعق والديه ويفعل كثيراً من المعاصي والمنكرات بل قد نجده لا يصلي ويريد أن يكون من السبعين ألفاً ممن لا حساب عليهم ولا عذاب . ولو سألنا هذا المريض عن رأي العلماء في معنى هذا الحديث لقال لا أعلم .
أما عن الكي فهو نوعان كي الصحيح لئلا يعتل فهذا الذي قيل فيه من اكتوى لم يتوكل لأنه يريد أن يدفع القدر والقدر لا يدافع .
والثاني كي الجرح إذا فسد والعضو إذا قطع فهو الذي شرع التداوي فيه فإن كان لأمرمحتمل فخلاف الأولى لما فيه من تعجيل التعذيبب النار لأمر غير محقق.
وقيل المراد بترك الرقى والكي الاعتماد على الله في دفع الداء والرضا بقدره ، لا القدح في جواز ذلك لثبوت وقوعه في الأحاديث الصحيحة وعن السلف الصالح ، لكن مقام الرضا والتسليم أعلى من تعاطي الأسباب يقول الحافظ في تعليقه على الحديث نقلا عن القرطبي : إن الرقى بأسماء الله تعالى تقتضي التوكل عليه والالتجاء إليه والرغبة فيما عنده والتبرك بأسمائه ، فلو كان ذلك قادحاً في التوكل لقدح الدعاء إذ لا فرق بين الذكر والدعاء , وقد رُقي النبي صلى الله عليه وسلم ورَقى وفعله السلف والخلف فلو كان مانعا من اللحاق بالسبعين أو قادحا في التوكل لم يقع من هؤلاء .والله تعالى أعلى واعلم .


ومن له اطلاع وتعامل بالرقية الشرعية يدرك فضائلها وفوائدها فكم من حالات الشلل والأمراض العضوية والسرطانية والاكتئاب والأمراض النفسية عولجت بفضل الله عز وجل بالرقية .

يتبع إن شاء الله إنزال باقي المحاضرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق