الاثنين، 5 ديسمبر 2011

المعازف الغناء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعـــــــــــــــــــد
فإن دنيانا أصبحت غناء في غناء ولهو في لهو ولعب في لعب وحدث ولا حرج ، فا للهم ارفع الغمة وقوى الهمة ، واجعلنا من عبادك المخلصين الذين يصلحون عند فساد الناس ، والذين يُصلحون ما أفسده الناس ، اللهم قوى حجتنا وأخلص نيتنا وعلمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين . اللهم آمين
أتذكَّرُ يوما كنت في طريقي إلى طلاب إجازة حفص بالمعاهد الأزهرية لأشرح لهم في علم التجويد ــ اللحن ــ وأنا في السيارة التى أستقلها رفع السائق صوت المذياع على أغنية من الأغنيات وما تعودت أذني على سماع ذلك فأخذني الضيق وتأملت حالنا ماذا لو كانت هذه الدقائق آخر أوقاتنا في الدنيا أنقبض ونحن في هذا الجو الماجن ، ثم تأملت كلمات ليس لها معنى ، وآلات تدق بلا معنى ، ثم توقفت عند مسمى ما تفعله هذه الآلات ـــ إنه اللحن ــ يا الله يا لله يا لله ، أراد الله أن يجعل الدليل على بطلان حجية القائلين بتحليل المعازف من أفواههم ، فاللحن في اللغة : هو الخطأ والميل عن الصواب . الله أكبر كبيرا والحمد لله وكثيرا ، ثم كانت أول كلماتي في الشرح هو ما قلته الآن .
فالعجب العجيب أن هناك أناسا يناطحون الصخر فيحلون الغناء والمعازف بعضها أو كلها ، (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ،) وإني أعلم أن هناك علماء يستند إليهم الناس على تحليل الغناء والمعازف بعضها أو كلها ، ولكن أقول ماذا فعلت الأمة وهى تغنى لأكثر من ثلاثة قرون على الأقل ، سقطت الخلافة الإسلامية ، وتفككت الدولة الإسلامية إلى دويلات صغيرة ، تناحرت هذه الدويلات حتى إنها عرضة لأن تقسم مرة أخرى ، وأصبح البأس بينهم شديد ، امتلأ الناس بالهم والغم ، فأين الغناء الذي يفرح القلوب ، متى نعود إلى كتاب الله فهو الحبل المتين ، و صراط الله المستقيم ، فرحة القلب ، ومذهب الهم والغم ، يا قومنا أجيبوا داعي الله .
يا من تجيبون داعي الله أقول لكم كما قال الله لنبيه : { فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30) } سورة النجم
وإليكم المسألة بحول الله وحده
قال الله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفي بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)} سورة الإسراء
قال الطبري و به قال ابن كثير : اختلف أهل التأويل في الصوت الذي عناه جلّ ثناؤه بقوله(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ) فقال بعضهم عنى به : صوت الغناء واللعب .
قال ابن الجوزي في زاد المسير : وفي المراد بصوته قولان . أحدهما : أنه كل داعٍ دعا إِلى معصية الله ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه الغناء والمزامير ، قاله مجاهد .
وقوله تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)} سورة مريم
وقال ابن الجوزي : قوله تعالى : { واتَّبَعوا الشهوات }
 قال أبو سليمان الدمشقي : وذلك مثل استماع الغناء ، وشرب الخمر ، والزنا ، واللهو ، وما شاكل ذلك مما يقطع عن أداء فرائض الله عز وجل .
وقوله تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)} سورة الفرقان
قال محمد بن الحنفية ومكحول ــ الزور ــ : هو وروى ليث عن مجاهد قال : لا يسمعون الغناء .
راجع زاد المسير وتفسير الطبري
وقال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) } سورة لقمان
كان ابن مسعود يقول ــ لهو الحديث ـــ : هو الغناء والذي لا إِله إِلا هو ، يُردِّدها ثلاث مرات ، وبهذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة .

وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال : اللهو : الطبل . راجع زاد المسير
وقوله تعالى : { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62) } سورة النجم
روى عكرمة عن ابن عباس قال : السمود هو الغِناء ، وهي لغة يمانية ، يقولون : اسْمُد لنا ، أي : تَغَنَّ لنا . وقال عكرمة : هو الغِناء بلغة حمير . راجع زاد المسير
وهكذا أجمع علماء التفسير على أن الغناء والمعزف من عمل الشيطان .
وروى أبو داود في سننه بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى عن نافع قال : " سمع ابن عمر مزمارا قال فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا قال فقلت لا قال فرفع إصبعيه من أذنيه وقال كنت مع النبي rفسمع مثل
 هذا فصنع مثل هذا " .
وعند البخاري في الأدب المفرد بسند صححه سيخنا العلامة الألبانى من حديث بن عباس : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال : الغناء وأشباهه } .
أما ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها : أن أبا بكر دخل عليها والنبي rعندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر مزمار الشيطان مرتين فقال النبي r: { دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم  
يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا ، و هذا عيدنا
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7812
خلاصة حكم المحدث: صحيح
{ .
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ففي هذا الحديث بيان : أن هذا لم يكن من عادة النبي r وأصحابه الاجتماع عليه ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري عليه معللا ذلك بأنه يوم عيد والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد كما جاء في الحديث { ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة } " وكان لعائشة لعب تلعب بهن ويجئن صواحباتها من صغار النسوة يلعبن معها وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك . والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع ؛ لا بمجرد السماع . كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار . وكذلك في اشتمام الطيب إنما ينهى المحرم عن قصد الشم فأما إذا شم ما لم يقصده فإنه لا شيء عليه . وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس : من السمع والبصر والشم والذوق واللمس . إنما يتعلق الأمر والنهي من ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي . راجع مجموع الفتاوى
ولو سلَّمت أن الدف فيه جواز فهو جواز مقيد ، وقيده أن لا يضرب عليه إلا النساء ، ولا يضربن به إلا في حالات بعينها كالأعياد والأعراس ، وهو حرام مطلق إذا ضربه الرجال ، ولو ضربه الرجل وقع تحت محظور التشبه بالنساء .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام : أن النبي r لم يُشرِّع لصالحي أمته وعبادهم وزهادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف . كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته وأتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لخاصي ولكن رخص النبي rفي أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح . وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : { التصفيق للنساء والتسبيح للرجال } { ولعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال بالنساء
  التسبيح للرجال ، و التصفيق للنساء
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3015
خلاصة حكم المحدث: صحيح
. ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنين مخانيث وهذا مشهور في كلامهم . راجع مجموع الفتاوى
ولهذا فقد ثبت في الترغيب والترهيب بسند حسنه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أنس بن مالك tقال : قال رسول الله r: { صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة
مزمار عند نعمة ورنة
 عند مصيبة 
صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3527
خلاصة حكم المحدث: حسن
 { .
قال السيوطي : اعلم وفقك الله لطاعته أن الأشعار التي ينشدها المغنون اليوم يصفون فيها المستحسنات، والخمر، والقَدّ، والعين، وغير ذلك، مما يحرك الطباع، ويخرجها عن الاعتدال، ويثير كامنها من حيث اللهو، وهو حرام.
قال الطبري رحمه الله : أجمع علماء الأنصار على كراهة الغناء، والمنع عنه. وهذا منعهم منه مع أنه كان في زمانهم منه ما يتعلق بالزهديات المليحة، فكيف لو رأوا ما أحدثوا في هذا الزمان فيه من الزيادات القبيحة. فاحذره يا أخي، واقتد بالسلف الصالح. فقد قال ابن عباس رضي الله عنه: الغناء يُنبتُ النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
وسأل رجل القاسم بن محمد عن الغناء فقال: أنهاك عنه ، وأكرهه لك . فقال: حرام هو؟ فقال: يا أخي إذا ميّز الله الحق من الباطل في أيهما تجعل الغناء ؟
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك. بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب الماء. ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور المواطن في قلبه.
وقال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا. وقال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب، ومسخطة للرب.
وقال يزيد بن الوليد: يا بني أمية ، إياكم والغناء ،     فإنه يزيد الشهوة ،  
ويهدم المروءة
 وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعله السكرة.
وقال الإمام أحمد رحمه الله : الغناء ينبت النفاق في القلب. وسئل عن استماع القصائد، فقال: أكرهه، هو بدعة، ولا يجالسون. وقال: التغبير بدعة محدثة، وقال إسحق بن عيسى: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة في الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق .
وقال الطبري رحمه الله : أمَّا مالك فإنه نهى عن الغناء، وعن استماعه، وقال إذا اشترى الرجل جارية، فوجدها مغنية كان له ردها بالعيب.
وكان أبو حنيفة رضي الله عنه يكره الغناء، ويجعل سماع الغناء من الذنوب . وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة، مثل: إبراهيم النخعي ، والشعبي ، وحماد ، وسفيان، وغيرهم . قال: ولا يعرف لهم مخالف في كراهة ذلك والمنع منه .
 وقال الشافعي رضي الله عنه: خلفت بالعراق شيئاً أحدثه الزنادقة يسمى التغيير يشغلون به الناس عن القرآن. وقال: الغناء هو مكروه يشبه الباطل . وقد كان أصحاب الشافعي ينكرون السماع .. راجع كتاب الأمر بالأتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي

قال الترمذى في كتاب المنهيات : فالغناء مهيج للنفوس الأمارة بالسوء، الداعية إلى ركون الدنيا وشهواتها، الملهية عن ذكر الله، وعن ذكر ما أعد. فهذه النفوس أسود رابضة في عرينها، فإذا هيجت الأسود، فعارضها في ذلك الوقت معارض، كان حتفه فيه.
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله : الغناء رقية الزنا.
فا للهم إنا نسألك سبيل الهدى والرشاد


===================

تدق بلا معنى ، ثم توقفت عند مسمى ما تفعله هذه الآلات ـــ إنه اللحن ــ يا الله يا لله يا لله ، أراد الله أن يجعل الدليل على بطلان حجية القائلين بتحليل المعازف من أفواههم ، فاللحن في اللغة : هو الخطأ والميل عن الصواب . الله أكبر كبيرا والحمد لله وكثيرا ، ثم كانت أول كلماتي في الشرح هو ما قلته الآن .
فالعجب العجيب أن هناك أناسا يناطحون الصخر فيحلون الغناء والمعازف بعضها أو كلها ، (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ،) وإني أعلم أن هناك علماء يستند إليهم الناس على تحليل الغناء والمعازف بعضها أو كلها ، ولكن أقول ماذا فعلت الأمة وهى تغنى لأكثر من ثلاثة قرون على الأقل ، سقطت الخلافة الإسلامية ، وتفككت الدولة الإسلامية إلى دويلات صغيرة ، تناحرت هذه الدويلات حتى إنها عرضة لأن تقسم مرة أخرى ، وأصبح البأس بينهم شديد ، امتلأ الناس بالهم والغم ، فأين الغناء الذي يفرح القلوب ، متى نعود إلى كتاب الله فهو الحبل المتين ، و صراط الله المستقيم ، فرحة القلب ، ومذهب الهم والغم ، يا قومنا أجيبوا داعي الله .
يا من تجيبون داعي الله أقول لكم كما قال الله لنبيه
======
ابن عباس . والثاني : أنه الغناء والمزامير ، قاله مجاهد .
وقوله تعالى : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62)} سورة مريم
وقال ابن الجوزي : قوله تعالى : { واتَّبَعوا الشهوات }
 قال أبو سليمان الدمشقي : وذلك مثل استماع الغناء ، وشرب الخمر ، والزنا ، واللهو ، وما شاكل ذلك مما يقطع عن أداء فرائض الله عز وجل .
وقوله تعالى : { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)} سورة الفرقان
قال محمد بن الحنفية ومكحول ــ الزور ــ : هو وروى ليث عن مجاهد قال : لا يسمعون الغناء .
راجع زاد المسير وتفسير الطبري
وقال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ 
======
الألبانى عن نافع قال : " سمع ابن عمر مزمارا قال فوضع إصبعيه على أذنيه ونأى عن الطريق وقال لي يا نافع هل تسمع شيئا قال فقلت لا قال فرفع إصبعيه من أذنيه وقال كنت مع النبي rفسمع مثل
 هذا فصنع مثل هذا " .
وعند البخاري في الأدب المفرد بسند صححه سيخنا العلامة الألبانى من حديث بن عباس : { ومن الناس من يشتري لهو الحديث قال : الغناء وأشباهه
[ عن عبد الله بن مسعود سئل عن هذه الأية { ومن الناس من يشتري لهو الحديث } ] هو الغناء ؛ والذي لا إله إلا هو ! يرددها ثلاث مرات
الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: النصيحة - الصفحة أو الرقم: 181
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
.
أما ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها : أن أبا بكر دخل عليها والنبي rعندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر مزمار الشيطان مرتين فقال النبي r: { دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وإن عيدنا هذا اليوم
- أن أبا بكر دخل عليها ، والنبي صلى الله عليه وسلم عندها ، يوم فطر أو أضحى ، وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ؟ مرتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعهما يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيدا ، وإن عيدنا اليوم ) .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3931
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
.
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ففي هذا الحديث بيان : أن هذا لم يكن من عادة النبي r وأصحابه الاجتماع عليه ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري عليه معللا ذلك بأنه يوم عيد والصغار يرخص لهم في اللعب في الأعياد كما جاء في الحديث { ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة }
=====
استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف . كما لم يبح لأحد أن يخرج عن متابعته وأتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة لا في باطن الأمر ولا في ظاهره ولا لعامي ولا لخاصي ولكن رخص النبي rفي أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح . وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال : { التصفيق للنساء والتسبيح للرجال 
} { ولعن المتشبهات من النساء بالرجال ، والمتشبهين من الرجال
  التسبيح للرجال ، و التصفيق للنساء
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3015
خلاصة حكم المحدث: صحيح
بالنساء } . ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنين مخانيث وهذا مشهور في كلامهم . راجع مجموع الفتاوى
ولهذا فقد ثبت في الترغيب والترهيب بسند حسنه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أنس بن مالك tقال : قال رسول الله r: { صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة
مزمار عند نعمة ورنة
 - صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة : مزمار عند نعمة ، ورنة عند مصيبة .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3527
خلاصة حكم المحدث: حسن
 عند مصيبة { .
=========
العشب الماء. ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور المواطن في قلبه.
وقال الفضيل بن عياض: الغناء رقية الزنا. وقال الضحاك: الغناء مفسدة للقلب، ومسخطة للرب.
وقال يزيد بن الوليد: يا بني أمية ، إياكم والغناء ،     فإنه يزيد الشهوة ،  
ويهدم المروءة
 وإنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعله السكرة.
وقال الإمام أحمد رحمه الله : الغناء ينبت النفاق في القلب. وسئل عن استماع القصائد، فقال: أكرهه، هو بدعة، ولا يجالسون. وقال: التغبير بدعة محدثة، وقال إسحق بن عيسى: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة في الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق .
وقال الطبري رحمه الله : أمَّا مالك فإنه نهى عن الغناء، وعن استماعه، وقال إذا اشترى الرجل جارية، فوجدها مغنية كان له ردها بالعيب.
وكان أبو حنيفة رضي الله عنه يكره الغناء، ويجعل سماع الغناء من الذنوب . وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة، مثل: إبراهيم النخعي ، والشعبي ، وحماد 
=====
وأملأ قلوبنا بحبك وحبّ نبيك وحبّ عبادك الصالحين
واجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا
اللهم آمـــــــــــين
وكتبه العبد الفقير إلى ربه الغنى
أبو البراء الأحمدى
غفر الله له ولوالديه ولمشائخه والمسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق