الخميس، 15 مارس 2012

الدرس التاسع

**********************

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضل فلا هادي له وأشهد أن الإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين:أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها  وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار .
توقفنا في الدرس الماضي عند قوله تعالى قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴿64﴾ الكهف: ٦٤    وصلنا عندما الحوت أصابه رشاش من الماء فظفر إلي البحر  و اتخذا سبيله في البحر سربا،فكان ذلك إلي فتى موسى أمراً عجبا وعندما علما موسى عليه السلام بأمر قال ذلك ما كنا نبغي إي أن هذا الأمر هو الذي كنا نطلبه وهو فقد الحوت وهو الذي سعينا لأجله لان الله عندما أوحى إلي موسى أن يأخذ الحوت معه ليصل لرجل الذي هو أعلم منه قال له حيثُ ما فقدت الحوت فثم الرجل وكان ينتظر الوقت الذي يفقد فيه الحوت حتى يلقى الرجل الذي هو أعلم منه . قَالَ ذَٰلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ ۚ فَارْتَدَّا عَلَىٰ آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴿6 الكهف: ٦٤   إي رجعا يقتصان ويتتبعان  آثار أقدامهما في الرمال حتى لا يضلا الطريق فينحرفا عن تلك الصخرة في مجمع البحرين التي ناما عندها موسى ونتفض الحوت إلي البحر وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿65﴾ الكهف: ٦٥ رأى موسى عليه السلام رجلاً نائماً  وهذا عبد هو الخضِر عليه السلام لم يذكر الله لنا أسمه كل ما يذكره القرآن هو أنه ﮀ  ﮁ  ﮂ   الكهف: ٦٥ ورسول صلى الله عليه وسلم لقبه بالخضِر قيل سبب تلقيبه بالخضِر ؟؟ أنه كان إذا جلس على الأرض يابسة اهتزت تحته خضراء يانعة .
**السؤال : هل الخضِر كان نبياً أم كان عبداً صالحاً أم كان ولياً؟؟؟؟؟
اختلفت أقوال العلماء في ذلك والقول الراجح من الأقوال أنه كان نبياً ولم يكن ولياً ومن قال من العلماء أنه نبياً أستدل ببعض الادله وهي:
1- أن موسى عليه السلام جاءه ليتعلم منه وموسى كان كليم الله ومن أولى العزم من الرسل     الخمسة ولا يصح أن يكون هذا العبد ولياً وجاءه النبي ليتعلم منه فهذا الدليل الأول الذي استدل به العلماء على أن خضِر كان نبياً .
3-استدل على انه نبي قوله تعالىالكهف: ٦٥  إي من الله وعلم اللدني هو علم الله الذي يؤخذ من الله جل علا وهذا العلم اللدني لا يعطيه الله إلا للأنبياء لا يكون أبداً للبشر والله جل علاه قال عن الخضِرفَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا ﴿65 الكهف: ٦٥ والعلم اللدني أعطاه الله له وهذا دليل على انه نبي وليس ولياً فقط .
4-قوله تعالى وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿80﴾الكهف: ٨٠  فكون الخضِر علم أن هذا الغلام إذا كبر سوف يكفر بالله ويفتن والديه فقتله ومن هنا الخضِر عليه السلام علما علم الغيب وهذا علم الغيب أطلعه الله عليه والله لا يطلع على علم الغيب أولياه وإنما يطلع على علم الغيب من ارتضاه من الرسل كما في قوله تعالى في سورة الجن عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ﴿26﴾ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴿27جن: ٢٦ - ٢٧
السؤال : أختلف العلماء والمفسرين إذ كان الخضِر قد مات أم لازال حياً؟؟؟؟؟
الرأي الراجح من الأقوال العلماء أن الخضِر قد مات والدليل :
1-        قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿34﴾ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿35﴾ الأنبياء: ٣٤ - ٣٥ هنا في هذه الآية  الله جل وعل ينفي الخلد عن البشر وقال تعالى  وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ﴿34﴾ الأنبياء: ٣٤  هنا النفي لنكرة البشر نكرة ، والنكرة عندما تأتي في سياق النفي تفيد العموم ، فالله تعالى عم البشر في النفي الخلد ولم يخلد منهم أحداً، ومن هذا الآية أستدل العلماء على أن الخضِر قد مات ولم يبقى حياً.
2-  أن الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر دخل صومعته  التي بنيت لهُ ، وأخذا يرفع يديه متضرعاً إلي الله مستغيثاً فقال (اللهم أن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلن تُعبد في الأرض)  يعنى ليس على وجه الأرض مسلماً يعبدك  إلا هذه العصابة التي معي تقاتل في سبيلك الآن فإن شئت يارب قتلتهم ، فلا تُعبد بعدهم في الأرض، استدل العلماء من هذا الدعاء بأن الخضِر قد مات وأنه لو كان حياً لكان مع هذه العصابة يعبد الله .
3-     الذي أستدل به العلماء على وفاة الخضِر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم ، صلى بأصحابه العشاء ذات الليلة متأخراً ثم قال لهم أرايتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهرها أحد ،ماذا كان يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام ؟؟ كان يقول لأصحابه بعد هذه الليلة التي نحن الآن فيها بعد مائة سنة من هذه الليلة سيفنى  الجيل كلهم ولم يبقى منهم أحدا بعد مائة سنة ، استدل العلماء على قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن بعد مائة سنة من هذه الليلة لم يبقى أحد ولو كان الخضِر في تلك الليلة موجود لمرت عليه مائة سنة وسيفنى مع هذا الجيل .
4-     أن الله تعالى أخذ ميثاق من النبيين إذا جاءهم رسول من الله عز وجل أن يؤمنوا به ويتبعوه ، فلو كان الخضِر حياً إلي بعثت النبي صلى الله عليه وسلم للازمه أن يأتيه ويبايعه على الإسلام ويتبعه ويقاتل معه أعداء الله وأعداء الإسلام .ومن هنا استدل العلماء على أن الخضِر قد مات قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم.
ماذا طلب موسى من العبد الصالح ؟؟ طلب أن يرافقه ويتبعه ُ لكي يعلمه مما علمه اللهقَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿66 الكهف: ٦٦   سؤال بتلطف لا على وجه الإلزام والإجبار وهنا يستفاد من هذه الآية كيف يكون سؤال المتعلم للعالم .وقوله ﮐ   أي أصاحبك و أرافقك قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿66﴾ الكهف: ٦٦   أي مما علمك الله شيئاً استرشد به في أمري ، من علم نافع وعمل صالح وقيل أن الله أخص الخضِر بعلم لم يطلع عليه موسى أي أن الله أعطى الخضِر عليه السلام من العلم ما لم يعطى موسى عليه السلام وحينما قال موسى الخضِرقَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ﴿66﴾لكهف: ٦٦  ماذا أجابه الخضِر قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿67﴾ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ﴿68 الكهف: ٦٧ – ٦٨  أي أنك إذ صاحبتني و رافقتني لا تقدر على مصاحبتي لأنك سترى مني من الأفعال ما تخالف شريعتك  لأني على علم من الله ما علمكه الله وأنت على علم  من الله ما علمنيه الله ،فكل منا مُكلف بأمور من الله دون صاحبه وأنت لا تقدر على صحبتي فماذا أجابه موسى عليه السلام قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ﴿69﴾الكهف: ٦٩  أي سأصبر بمشيه الله ،ماذا يستفاد من قول موسى عليه السلام 1- أن طالب العلم عليه أن يتحلى بصبر ويتحمل مشاق الطلب لأنه لو لم يكن معه زاداً عظيماً من الصبر لم أستطع أن يتعلم وما أستطع أن يصل إلي الذي يطلبه ، وإذا استعجل الطلب فلن  يحصل على شيء إذ لم يكن معه الصبر ،وهنا قال النبي صلى الله عليه وسلم (يرحم الله موسى وددنا أن صبر مع الخضِر حتى نرى من أمرهما 
 هنا
عجبا ) لكن موسى لم يصبر  وحرمان من العجب لو أنه صبر .كما قال الإمام الشافعي رحمه الله يقول في الصبر على العلم " ستة ينال بها الإنسان العلم :
أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأأتيك عن تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان
قال الخضِرقَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ﴿70 الكهف: ٧٠  هنا الخضِر أشترط على موسى لو رافقه وصاحبه أن لا يسأله عن شيء من أفعاله أبداً أي يصبر على ما تراه مخالف الشريعة  اتركني حتى أحدثك عما فعلت وأبين لك سر حقيقته  التي علمني الله تبارك وتعالى بها ،فهنا هذا الشرط من الخضِر كان بمثبت تأديب و أرشاد لما يقتضى دوم الصحبة فلو صبر وذهب لرأى العجب ولكنه أكثر من الاعتراض فتعين الفراق تم قال الله عز وجلفَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴿7 الكهف: ٧١ أن موسى عليه السلام بدا في المسير فأرد ا أن يعبرا البحر من الساحل الذي هم عليه فرأى معابر وسفن وركبا في أحدها بينما كانت السفينة تمشي بهدوء وأمان تجرى بهم بريح طبية إذ بالخضِر يعمد إلي السفينة وينزع منها لوحاً من خشب والسفينة إذا نزع منها لوحاً حصل فيها خرق والسفينة إذا خرقة ملئت بالماء ويتعرض أهلها لغرق فلم يتحمل موسى ولم يصبر فقال متعجباًفَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ﴿71﴾الكهف: ٧١ وقيل أن العرب  كانوا يسمون أمر العظيم أو المصيبةﯰ     فماذا أجاب موسىقَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ﴿73﴾  الكهف: ٧٣   فأول اعتراض كان من موسى كان نسيان . فانطلقا حتى إذا نزل من السفينة وصار يمشيان في الطريق في الشاطئ المقابل نظروا ووجدوا صبيان يلعبون في الشارع فنظرا الخضِر إلي أحسن الصبيان وجهاً وأجملهم صورة وعمد إليه فقتله كما قال الله تعالى فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿74﴾ الكهف: ٧٤ فهنا موسى لم يصبر ولم يتحمل فعندما رأى الخضِر عليه السلام خرق السفينة لم يصبر وأعترض أعترض مخافة حدوث الموت  فكيف يصبر عندما رأى الموت كيف يصبر عندما رأى الخضِر يقتل الغلام بلا ذنب أرتكبه الغلام  فغضب موسى أشد غضب فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ﴿74﴾ : ٧٤   ماذا قال له الخضِر هناقَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴿75 الكهف: ٧٥ قال موسى  قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ﴿76﴾الكهف: ٧٦  هنا أشترط موسى على نفسه أمام الخضِر بأنه لو سأله بعدها على فعل يفعله الخضِر مخالفاً لشريعة إذ لم يتحمل الشرط عليه أن يتركه ولا يصاحبه وأنا أعذرك في ذلك لأني أنا السبب أنا لم أحتمل فكان اعترض موسى في الأولى نسيان والثانية، كان  شرطاً ،والثالثة كان عمداً. فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿77 الكهف: ٧٧  إي طلبوا من أهل القرية أن يطعموهما وأن يضيفوهما فرفضوا أطعامهما ويضيفوهما ،   فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿77 الكهف: ٧٧   رأى الخضِر عليه السلام جدار يريد أن يقع  فأقامه ،وأختلف المفسرون في أقامة الجدار منهم من قال هل هو هدمه ثم أعاد بناه – قال البعض أنه لم يهدمه ولكن أشار بيده إليه أن أثبت مكانك فثبت الجدار"فلما رأى موسى أن الخضِر أقام لأهل القرية الجدار ولم يأخذ عليه أجراً وأن أهل القرية رفضوا أطعامهما  ،فلم يستطع موسى الصبر فقالفَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ ۖ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴿77الكهف: ٧٧ أي كيف تقيم لهم الجدار ولم تأخذا عليه أجر فهنا نقض  موسى الشرطة وقال قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي ۖ قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ﴿76﴾ الكهف: ٧٦   فكان هذا العذر الثالث فقال له الخضِرقَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿78﴾ : ٧٨
1- قيل أن هؤلاء المساكين أصحاب السفينة تجاراً وعبر عنهم القرآن بالمساكين لأنهم كانوا مسافرون وفي حاله ضعف.
-2وقيل أنهم كانوا أيتام في هذه الآية أستدل بعض العلماء من قال المسكين أحسن حال من الفقير، والفرق بينهما أن الفقير: هو المعدوم الذي لا يملك شيئاً ، والمسكين : هو الذي له دخل لا يكفيه . هنا بدا يحلل الخضِر لموسى أفعاله التي كانت مخالفة لشريعة والتي لم يصبر موسى عليها . أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ﴿79 الكهف: ٧٩  فأرت أن أعيبها أي اجعلها ذات عيب لماذا؟ لأنهم كانوا يمرون في طريقهما على ملك من الظلمة هذا الملك كلما يرى سفينة صالحة جيدة يأخذها غصبا وكان الخضِر عليه السلام من علمه الذي علمه الله كان يعلم أن هذا الملك إذا رأى السفينة سيأخذها وسيؤذي  المساكين قيل أنهم أيتاما .فقالﮚ  ﮛ  ﮜ     حتى يرده عنها فينتفع بها أصحابها الذي لم يكن لديهم شيء ينتفعون بهذا التعلل الأول
*  2-أما الغلاماوَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿80 لكهف: ٨٠    أي انه عندما يكبر سيكفر ويتسبب بفتنة أبواه ويجعلهما يرتدان عن دينهما فقتله قال :النبي صلى الله عليه وسلم "الغلام الذي قتله الخضِر طبع يوم طبع كافراً.وقيل أن أبواه فرحا به حينا ولد وحزنا عليه حينما قتل ,ولو بقي لكانفيه هلاكهما وهنا يستفاد أن المؤمن عليه إن  يرضى بقضاء الله فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم"لا يقضي الله لمؤمن إلا كان خير له "وقال تعالىكُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾ البقرة: ٢١٦
فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿81 الكهف: ٨١  إن الخضِر غليه السلام يعلل قتله للغلام يريد إن يبدل الله على والوالدين الصالحين بخير من هذا الغلام الكافر خير منه زكاة واقرب رحماً أن يرزقهما ولداً أزكى من هذا الولد وهما أرحم به منه وقيل لما قتله الخضِر كانت أمه حاملة بغلام مسلم.
*  3وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82الكهف: ٨٢ هنا يعلل الخضِر سبب أقامة هذا الجدار ولم يأخذ عليه أجرا لماذا  أَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿8الكهف: ٨٢  قيل أنهما غلامان صغيران لذلك وصفهما القرآن باليتم لان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا يتم بعد بلوغ هنا فسر العلماء لو كان الغلامين بالغين لما ذكر القرآن (يتيمين )
اختلف رأي المفسرين واختلف الناس في الكنز الذي تحت الجدار :
1-فقيل انه مال جسيم 2- وقيل انه كان علماً في صحف مدفونة 3- وقيل أيضا كان لوح من الذهب مكتوب فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن و عجبت لمن يؤمن بالرزق كيف يتعب  وعجبت لمن يؤمن بالحساب كيف يغفو  وعجبت لمن يؤمن بالدنيا  وتقلب  الناس فيها كيف يطمئن لها لا اله إلا الله محمد رسول الله.
**وهذه الاختلافات التي اختلف فيها الناس عن الكنز الذي كان تحت الجدار ﯦ  ﯧ  ﯨ   يستفاد من هذه الآية أن الله جل وعلا عندما كان أبو الغلامان الصغيران صالحا حرص على نفع أبنائه بعد وفاته  فإذا صلاح الإباء ينفع الأبناء في الدنيا وفي الآخرة لان أبوهما كان صالحاً سخر الله الخضِر في أن يقيم لهم الجدار حتى لا يسقط ويتهدم  ولو سقط وتهدم الجدار الذي تحته كنزهما الذي يعيشون به و الأسرع أهل القرية وأخذوا الكنز وحرموا الغلامين اليتيمين منه , وقال تعالى وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴿21﴾  الطور: ٢١ وقيل تفسيرا لهذه الآية أن المسلمين إذا دخلوا الجنة وكان أبائهم صالحين في درجة أعلى من درجة أبنائهم يرفع أبنائهم إليهم ليكونوا معاً في نفس الدرجة وهذا من رحمة  الله وتمام فضله، ثم بعد أن انتهى الخضِر عليه السلام من تعليل الأسباب الأفعال التي قام بها والتي كانت هي مخالفة لشريعة ولم يصبر وموسى عليها  وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82﴾ الكهف: ٨٢ إي كل هذا الذي رايته منى وهذه الأمور التي فعلتها وأنكرتها علي وهي مخالفة لشرع برأيك .
ﯻ  ﯼ     ﯽ  ﯾ  ﯿ  ﰀ  أي أن هذا تفسير ما لم تسطع عليه صبرا الطاء بدون تاء وبينما الآية التي سبقتها  قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿78﴾الكهف: ٧٨ التاء قبل الطاء والفرق بين اللفظينﮏ   وﯽ  قال العلماء الفرق بينهما أن الجهل يكون ثقيل على الإنسان وموسى عليه السلام لما رأى ما رأى وكره وهو لا يعلم حقيقته ويجهل السبب فكان هذا الجهل ثقيل على نفسه وقال تعالوَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82 الكهف: ٧٨ فلما أنبائه بحقيقة ما فعل وأطلع على أسرارها زال الجهل عن موسى وزال الثقل الذي كان عليه فقال وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ۚ ذَٰلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴿82الكهف: ٨٢


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق